مجتمع

الاسراف ومساؤه واضراره على المجتمع والآيات والاحاديث التي وردت في هذا الشأن

 يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين” وفي هذه الايه يوضح الله توضيحا صريحا للناس اجمعين بأن يفعلوا كل مايريدون ولكن لا يصرف فالإسراف هي آفة خطيرة تدمر المجتمعات  فالله سبحانه وتعالى يكره الإسراف والمسرفين فالإسراف من أكثر السلوكيات السلبية المُسبّبة لكثير من المشكلات ومنها الافلاس والسرقة وغيرها من الآفات التي تظهر بوجود الاسراف بالإضافة إلى أنّه يكسب صاحبه الإثم على قدر النعم وذلك لأن صاحب النعمة لا يشكر الله عليها ويحفظها بل يرمي بها ولا يهتم حتى لشأنها  بالإسراف يعود على الفرد والمجتمع الخسارات الكبيرة لانه يُسبّب ضياع وهدر الطاقة والمال وكل شيء كما أنه يعمل على حرمان الناس من بعض النعم وذلك نتيجة لعدم تقدير البعض الآخر للنعمة.

الإسراف ونتائجه.

بالإضافة إلى أنّ الله سبحانه وتعالى يكره المسرفين فقد وصفهم في القرآن الكريم بصفةٍ سيئةٍ جداً وهي عندما قال تعالى (إن المسرفين اخوان الشياطين) وذلك ابشع وصف لاي شخص وذلك الوصف كان من نصيبهم لانهم لايقدرون النعم التي يتمتعون بها وهذا يدل على مدى بشاعة الإسراف   ومن الآثار الاجتماعية السيئة للإسراف أنه يعتبر من الأمور المنافية للأخلاق الكريمة بلى يشكل قدوة سيئة لكل الاجيال القادمه وذلك لان قدوتهم اشخاصا لا يحافظون على قدراتهم الشخصية ومقدرات الوطن والعائلة، وهذا كله سبب في تأخر الأمة في التطور والتقدم وعدم معرفة الاشخاص بمدى سوء هذا التصرف المشين.

الإسراف اشكاله وانواعه.

حيث ان الاسراف كأي عادة سيئة يكون لديه أشكال مختلفة وهي تختلف من شخص لآخر ولكن هناك أحد أشكاله المنتشرة متفشية في جميع أنحاء العالم وهي  الإسراف في إعداد الطعام وعدم تناوله وبالتالي ذلك يؤدي الى إتلاف الطعام ورميه وعدم الاستفادة منه وهو منتشر في جميع أنحاء العالم وذلك لان ذلك يحدث في المطاعم حيث تقوم برمي ماتبقى من الطعام وذلك بدون النظر الى الفقراء والمحتاجين وهذه من أسوأ العادات انتشارا في العالم والإسراف في استخدام كميات المياه الموجودة في كوكب الأرض حيث يعكف الناس على استخدام الماء بما انها العامل الرئيسي للحياة فلا يكتفون ولكن يسرفون بشكل مفوض في أهم عامل على كوكب الأرض ونقص مصادر الطاقة.

أوصى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بعدم الإسراف ويحث الناس على عدم إهدار مصادر الطاقة  حيث قال في الحديث الشريف : “لا تسرف في الماء ولو كنت على نهرٍ جارٍ” اي معنى ذلك انه اسلوب الارشاد يجب ان يكون حتى وفي حالات توافر تلك الاشياء لكن للأسف تفوتنا هذه الأمور دائماً ونسرف في كل شيء دون وعي وبدون ان نضع الله نصب اعيننا او حتى دون أن ندرك أننا نُغضب الله ورسوله.

الإسراف وبرامج التوعية.

في الوقت الحالي انتشرت برامج التوعية وبرامج الإرشاد والتي هي برامج تطوعية يمكن أن ينضم لها أشخاص من مختلف العالم وحتى تم انشاء وزارة خاصة بترشيد الاستهلاك ولكن حدث ذلك بعدما تضررت دول من الاسراف الزائد عن الحد وحتى تم انشاء دوائر رسمية مختصة بذلك وذلك لعمل حملات للتوعية بضرورة التوفير وتجنب الإسراف ومن أهم الأشياء التي تركز عليها هذه الحملات التوعوية هي التوفير في مصادر الطاقة من كهرباءٍ وماءٍ ووقود وذلك لأن كل تلك المصادر أو المصادر المتوفرة لدينا غير متجددة ولذلك يجب الحفاظ عليها.

وبالامكان استغلال مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس لتجنّب الإسراف في الكهرباء مثلاً وذلك لان تلك المصادر لاتفنى ومع عدم الإسراف فيها وايضا مع ضرورة إطفاء الأنوار في الغرف التي لا يجلس بها أحد وكذلك الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة بالاتفاق مع أشخاصٍ يملكون سياراتهم الخاصة للذهاب سويةً إلى العمل بشكلٍ جماعي وبسيارةٍ واحدةٍ في هذا فالعموم يعمل على خفض التكاليف الشهرية لجميع من ينفذون تلك الفكرة وذلك لأنه يتجنب الاسراف في الوقود وخفض تكاليفه الشخصية.

الفرق بين الإسراف والكرم.

ويجب التمييز بين تلك الصفتين فاحدهما مفيد والاخر ضار  فهناك فرق بين الإسراف والكرم وبين التوفير والبخل في الإسراف يكون في غير فائدةٍ وفي غير وجه حق والكرم يكون في حالات محددة مثل تواجد الضيوف  وبذلك يكون في مكانه الصحيح ولأشخاصٍ يجب أن نحترمهم وذلك لأن الضيوف لا تأتي كل يوم كما أن الإسراف لا يتنافى مع الصّرف والإنفاق ولكن الإسراف يكون زائد عن الحد وليس له مبرر  أما الكرم هي صفه حسنه ولكنه يكون بشكلٍ مقنن بعيداً عن ضياع المال والمقدرات ويكون بحكمه اكثر لذلك علينا جميعاً أن نلتزم بالحكمة في الإنفاق وتجنب الإسراف في كل شيء.

ايات عن الاسراف .

وهو الذي أنشأ جنات معروشات وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) (الأنعام)

يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ  (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) (الأعراف)

وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) (يونس)

وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا  (29) (الإسراء)

وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) (الفرقان)

ويقول تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس )

الاسراف والدول المتقدمه.

وعلى أساس هذا يجب ان يتجنب الناس تلك الصفه التي تضيع موارد الدوله والتي تجعل الدول افقر وافقر لانه من اكثر العوامل استنزافا للدوله والدول المتقدمه مثل الصين تعمل على أليات توفير المياه مثلا بطريقه تعتمد على الكارت الذكي حيث يتم اعطاء كل مواطن حصته عن طريق ذلك الكرت وبذلك يخاف المواطن ان يدفع اكثر وبذلك يصبح المواطن لديه ثقافة الترشيد ومن خلالها ينجح المجتمع

احاديث عن الاسراف.

  • قال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- (المَرَّان: الإمساك في الحياة، والتبذير عند الموت).
  • عن وهب بن منبه -رحمه الله تعالى- قال: من السرف أن يلبس الإنسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده, وما جاوز الكفاف فهو التبذير).
  • قال أبو حيان -رحمه الله-: (نهى الله -تعالى- عن التبذير، وكانت الجاهلية ينحر إبلا وتتيسر عليها وكان هذا من اشد انواع الاسراف والتكبر فالجاهليه فكانو عادة مايفعلوها من احل التفاخر بما لديهم من اموال وبنين وغيره من العادات الجاهليه المنتشره وتبذر أموالها في الفخر والسمعة، وتذكر في أشعارها, فنهى الله- تعالى- عن النفقة في غير وجوه البر، وما يقرب منه -تعالى-).
  • قال ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-: (ومن البلية أن يبذر في النفقة ويباهي بها ليكمد الأعداء، كأنه يتعرض بذلك -إن أكثر- لإصابته بالعين، وينبغي التوسط في الأحوال، وكتمان ما يصلح كتمانه).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى